محمد قناوي
محمد قناوي


بليغ  حمدي..  ملك الموسيقي التصويرية

محمد قناوي

الأربعاء، 08 سبتمبر 2021 - 12:05 ص

 

ما أن يأتي شهر سبتمبر من كل عام وتحديدا يوم 12 من الشهر إلا وتحل معه ذكري وفاة "بليغ حمدي" الذي يعد من أهم واشهر الملحنين المصريين ومن أفضل من انجبت الموسيقي العربية علي الإطلاق وصفه الشاعر الكبير كامل الشناوي بانه أمل مصر في الموسيقى ولقب أيضا بسيد درويش العصر وكان لقبه الأشهر ملك الموسيقى.. صحيح أن "بليغ حمدي"رحل عن عالمنا،  قبل 28 عاما ولكن لم ترحل ألحانه وموسيقاه، التى ظلت خالدة حتي اليوم .

 لقد تنوعت انتاجات "بليغ" الموسيقية، فلم يركز على نوع واحد من الألحان، فقدم  الشعبي، والرومانسي، والوطني، والابتهالات الدينية، وحتى أغاني الأطفال، كان له مساهمته بها، وغني له كبار المطربين بداية  من ام كلثوم والذي قدم لها ألحانا وهو في عمر        الـ 23 عاما واكتشف العديد من المواهب الغنائية    التي صاروا نجوما للغناء بعد ذلك.. وامتد ابداع   "بليغ" للموسيقي التصويرية للأفلام والمسلسلات والمسرحيات، والمسلسلات الاذاعية .. صحيح ان انتاجه في الموسيقي التصويرية كان قليلا مقارنة بانتاجه في الاغاني ، لكن كانت موسيقاه  التصويرية كانت أحد عناصر نجاح الأعمال التي وضع لها الموسيقي التصويرية.

دخل بليع حمدي عالم السينما بالحانه أولا حيث قام عام 1957 بوضع الحان فيلم"الوسادة الخالية" من إخراج صلاح أبو سيف وبطولة عبد الحليم حافظ و لبنى عبد العزيز وفي عام 1957 وضع الحان فيلمين الاول"لن اعود" بطولة تحية كاريوكا وكمال السناوي واخراج حسن رضا والثاني "احلام البنات" بطولة برلنتي عبد الحميد وشكري سرحان وعبد السلام النابلسي وزيزي البدراوي ومها صبري ورشدي أباظة، ومن إخراج يوسف معلوف ، وعندما اقتحم باب الموسيقي التصويرية في السينما لم يكن من باب فيلم مصري ولكن دخلها من باب السينما اللبنانية في فيلم"كرم الهوي"1967 ، وهو فيلم موسيقي غنائي قام ببطولته صباح واسماعيل ياسين وعبد السلام النابلسي وإخراج محمد سلمان وابدع بليغ في تجربته الأولي في هذا الفيلم مما لفت اليه انظار المخرج حسين كمال ليسند اليه الموسيقي التصويرية لفيلم "شئ من الخوف" ، واذا كان المتخصصين والسينمائيين يعتبرون فيلم "شيء من الخوف "هو الفيلم الأهم الذي قدمته السينما المصرية والعربية تحديدا ، فاننا نعتبر أن الموسيقي التي وضعها بليغ حمدي له لا تقل أهمية عن الفيلم ذاته، فلقد وضع لنا العبقري الراحل موسيقي للفيلم تعد بحق خالدة وكأن الموسيقي تحولت إلي لغة أخري موازية لسيناريو الفيلم، فكما صاغ كلا من ثروت أباظه وعبد الرحمن الابنودي وصبري عزت القصة سيناريو وحوارا صاغها لنا شلال النغم "بليغ حمدي"ألحانا وموسيقي ، تلك الموسيقي التي تجسدت فيها روح  القرية الخائفة عندما تخاف كذلك روح القرية الغاضبة عندما تثور فـ"بليغ" عبر بألحانه عن تطور أحداث الفيلم بشكل عبقري يصعب معه تخيل فيلم كهذا بدون موسيقي خالدة كتلك الموسيقي ، وقدمت شادية  أغاني هذا الفيلم بصوتها ومن الحان بليغ ايضا، وفي العام التالي وضع "بليغ" الموسيقي التصويرية والحان الاغاني لفيلم "كانت أيام" بطولة صباح التي غنت في هذا الفيلم ثلاثة اغاني من تلحينه، هي"عاشقة وغلبانة"، تأليف محمد حمزة"و" يانا يانا"، و"انا عبدتك"، تأليف مرسي جميل عزيز.

وفي نفس العام 1970 قدم موسيقي فيلم" نار الشوق"، وغنت صباح في هذا الفيلم من تلحين بليغ حمدي، خمس اغنيات هي"أمورتي الحلوة، وكل حب وانت طيب، وحب الدنيا "مع المطرب الكبير وديع الصافي، من تأليف حسين السيد بالإضافة الى"زمن دوار وعدى عليا وسلّم"، من تأليف محمد حمزة ، بعدها توالت اعمال بليغ حمدي في السينما فوضع الموسيقي التصويرية لفيلم "خمسة شارع الحبابيب" لنجلاء فتحي ومحمد عبد المطلب واخراج السيد بدير عام 1971.

وفي نفس العام لحن اغاني فيلم "الابرياء" لميرفت امين ونور الشريف واخراج محمد راضي ، ووضوع الموسيقي التصويرية لافلام "الغفران" بطولة أحمد رمزي وميرفت امين واخراج عبد الرحمن شريف و"ابنتي العزيزة " بطولة نجاة ورشدي اباظة واخراج حلمي رفلة، وفي عام 1972 وضع الموسيقي التصويرية لفيلم "اضواء المدينة" بطولة شادية واحمد مظهر واخراج فطين عبد الوهاب، وفي عام 1973 قام بوضوع الموسيقي التصويرية وتلحين الاغاني لفيلم "عندما يغني الحب" بطولة هاني شاكر وناهد يسري وصفاء أبو السعود وعادل إمام، ومن إخراج نيازي مصطفى

وفي عام 1974 قام بليغ بتلحين اغاني فيلم "دنيا"بطولة نيللي وسعيد صالح ومها صبري واخراج عبد المنعم شكري وفي نفس العام قام بوضع الموسيقي التصويرية لفيلمين ،الاول فيلم "عايشين الحب" بطولة نيللي وهاني شاكر واخراج احمد ضياء الدين والثاني فيلم"ابناء الصمت "الذي يعد اول فيلم حربي مصري وتناول حالة المجتمع المصري خلال حرب الاستنزاف وقام ببطولته نورالشريف ومحمد صبحي وميرفت امين واخراج محمد راضي ومن خلاله ابدع بليغ حمدي في وضع الموسيقي التصويرية التي عبرت عن حالة الحزن والاسي والشعور بالهزيمة بعد نكسة 67 ، وخلال عام 1975 توقف بليغ حمدي عن وضع الموسيقي التصويرية للافلام ليعود عام 1976 ليقدم الحان الاغاني في فيلم "عودة الابن الضال"بطولة شكري سرحان وسهير المرشدي وماجدة الرومي واخراج يوسف شاهين.

وفي العام التالي قدم ايضا ألحان فيلم "بوص شوف سكر بتعمل ايه " بطولة حسين فهمي وفاطمة مظهر واخراج اشرف فهمي ، وشهد عام 1977 عودة "بليغ" ليضع الموسيقي التصويرية لفيلم"أه يا ليل يا زمن" الذي قامت ببطولته وردة ورشدي اباظة وابدع بليغ في الموسيقي التصويرية للفيلم وصلت الي ذروتها في المقطوعة الموسيقية التي تعبر عن كافة الاحاسيس خاصة في مشهد اعتذار رشدي اباظة لوردة ، وفي عام 1978 قام بليغ بوضع الموسيقي التصويرية لفيلم "العمر لحظة" بطولة ماجدة واحمد مظهر وناهد شريف واخراج محمد راضي وجاءت موسيقي الفيلم معبرة بشكل كبير عن الحالة التي كان عليها الشعب المصري في الفترة التي تلت النكسة وحتي قيام حرب اكتوبر، وفي عام 1979 وضع "بليغ" لفيلم "احنا بتوع الاتوبيس "اخراج حسين كمال وجاءت الموسيقي معبرة بشكل كبير عن حالة الذل والمهانة التي يعيش فيها ابطال الفيلم "عادل امام وعبد المنعم مدبولي" في المعتقل.

واستمر "بليغ"في تقديم الموسيقي التصويرية لافلام فجاء فيلم "قصة الحي الغربي"بطولة حسين فهمي وسهير رمزي واخراج عادل صادق، وفي 1981 قدم موسيقي فيلم"مسافر بلا طريق"بطولة محمود ياسين وماجدة الخطيب واخراج علي عبد الخالق، وفي عام 1984 قام بوضع الموسيقي التصويرية لفيلم "شوارع من نار"بطولة نور الشريف ومديحة كامل ومن إخراج سمير سيف، وعام 1985 فيلم "الزمار"بطولة نور الشريف وبوسي واخراج عاطف الطيب ليكون هذا الفيلم اخر الافلام التي وضع لها "بليغ" الموسيقي التصويرية ويكون فيلم "نور العيون" 1991 بطولة فيفي عبده وعادل ادهم واخراج حسين كمال اخر الافلام التي قام "بليغ" بتلحين اغانيها .

لم تقتصر ألحان الموسيقار الكبير بليغ حمدي على الأغاني، والقصائد الشعرية فحسب، بل لحن الكثير من المسلسلات الإذاعية الشهيرة، التي جعلتها نابضة بالحياة باختياره إلحان وكلمات مميزة سواء كانت في "تترات" المقدمة والنهاية أو الموسيقى التصويرية ومن أبرز المسلسلات التي لحنها بليغ حمدي: رد قلبي"وهو مسلسل إذاعي أنتج عام 1998، من إخراج أحمد توقيق، وقصة يوسف السباعي، وسيناريو وحوار مصطفى محرم، وبطولة محمد رياض ونرمين الفقي وهدى سلطان وحسن حسني وأحمد السقا وداليا مصطفى، "أفواه وأرانب" مسلسل إذاعي أنتج عام 1978 من إخراج كمال حسين، وتأليف سمير عبدالعظيم، وبطولة عفاف شعيب وصلاح قابيل وأحمد الجزيري وزوز حمدي الحكيم وسميرة عبدالعزيز وسمية الألفي، " الحب الضائع" وهو مسلسل إذاعي، أنتج عام 1969، من إخراج محمد علوان وتأليف طه حسين، وبطولة عمر الشريف، وسعاد حسني،"الرحلة" وهو مسلسل إذاعي أنتج عام 1970، من تأليف وإخراج نور الدمرداش، وسيناريو وحوار صلاح حافظ، وشارك في بطولة المسلسل الفنانين محمود المليجي، وصلاح قابيل، ومجدي وهبة، وزوز ماضي، وماجدة الخطيب، وآمال الشريف،"جفت الدموع"وهو مسلسل إذاعي من تأليف يوسف السباعي، وإخراج أحمد عبدالحميد، وبطولة شادية، "ليلة القبض على فاطمة" وهومسلسل إذاعي، من إخراج علي عيسى وتأليف سكينة فواد، وبطولة فاتن حمامة، وشكري سرحان،"عفوا ممنوع الانتقام" وهو مسلسل إذاعي من إخراج وتأليف سمير عبدالعظيم، وبطولة حسن يوسف، وعبدالمنعم مدبولي، وأبو بكر عزت، وشمس البارودي

ومن المسلسلات التليفزيونية قام بضوع الموسيقي التصويرية والألحان لمسلسل "المشربية" عام1979  ومسلسل"آخر العنقود  1993 وضع الموسيقى التصويريه له، وكان مسلسل"بوابة الحلواني1996  أخر الاعمال التي لحنها ووضع لها الموسيقى التصويرية

وكان لـ"بيلغ حمدي"رصيدا من الأعمال المسرحية التي وضوع الموسيقي التصويرية لها أول لحن أغنياتها ففي عام 1973 كان التعاون الاول بين الصبوحة وبليغ مسرحياً من خلال مسرحية "الفنون جنون"وقدمت في هذه المسرحية لحناُ بديعاً خالداً واغنية من اجمل ما غنت الشحرورة وهي اغنية "زي العسل" تأليف محمد حمزة وفي  عام 1974 تعاون مع صباح من خلال مسرحية "ست الكل" واغنية:جاني وطلب السماح، تأليف مجدي نجيب، وفي عام 1983 قام بوضع الالحان لمسرحية "ريا وسكينة" لشادية وسهير البابلي وفي نفس العام وضوع الموسيقي التصويرية ولحن الاغاني لمسرحية "الزيارة"

إتجه بليغ للمسرح الغنائى وشغف به، حيث كان يرى أن تلحين الأوبريتات هو التطور الطبيعي لمشروعه الموسيقى وأول أوبريت لحنه كان "جميلة" من كلمات كامل الشناوي وهو من خمسة فصول، ثم كان أوبريت "مهر العروسة" تأليف عبد الرحمن الخميسي تناول تأميم قناة السويس وأمضى عاما ونصف في تلحينه وعرض في أوائل عام 1964، وكانت النتيجة مباشرة بعودة المسرح الغنائي إلى سابق عهده من القوة والحضور، ولنفس المؤلف قدم أوبريته الثاني "الزفة"، ومن تعريب الخميسي أيضا قدم أوبريت "الأرملة الطروب"، وفي عام 1966 لحن موسيقى استعراضات وأغاني مسرحية "حلاق بغداد" وحصل من خلالها على جائزة الدولة التشجيعية، كما قدم مع الشاعر الراحل عبد الرحيم منصور أوبريت "ياسين ولدى" ثم" تمر حنة" بطولة وردة وعزت العلايلى.

فإذا كان بليغ حمدي قدم الموسيقي التصويرية لـ 18 فيلما فقط ولحن أغاني 8 افلام ووضع الموسيقي التصويرية لأربعة مسرحيات وثلاث مسلسلات تليفزيونية وستة مسلسلات اذاعية، إلا أن هذه الأرقام لا تتناسب مع قيمة وأهمية عبقري الالحان ورصيده الغنائي، إلا أن موسيقاه كانت عنصرا هاما من عناصر نجاح هده الأعمال ولكنه يستحق لقب"ملك الموسيقي التصويرية".

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة